منتدى جمعية النور الثقافية الشهري يناقش التحولات الاجتماعية والأخلاقية في السودان

رئيس قسم علم النفس بجامعة إفريقيا العالمية: الدافع القبلي أصبح أساس الانتماء الحزبي وفي هذا خطورة على المجتمع

تقرير: حسن عبد الحميد

كل مجتمع يتعرض عبر فترات تاريخية لأنواع من التحولات الاجتماعية والأخلاقية بعضها يكون عنيفا وحادا وسريعا والآخر يمضي بهدوء ولا تظهر آثاره للمراقب العادي إلا بعد أن ينهي دورته، وعلماء النفس والاجتماع هم الذين يرصدون هذه التحولات ويحذرون مما يعدوه آثارا خطيرة على مجمل الأوضاع الاجتماعية؛ منتدى جمعية النور الثقافية الشهري الذي انتظم بجامعة إفريقيا العالمية استضاف الأستاذ نصر الدين أحمد إدريس رئيس قسم علم النفس بجامعة إفريقيا العالمية يوم الاثنين 18 أبريل 2011م ليتناول موضوع (التحولات الاجتماعية والأخلاقية في السودان) وشهد الملتقى جمع من المهتمين وأعضاء جمعية النور الثقافية بالإضافة إلى طلبة جامعة إفريقيا العالمية.

الأستاذ نصر الدين أحمد أشار إلى أن التحولات تعبر عن سرعة التغيير في المجتمع عما كان ثابتا عليه، مضيفا أن التغيير قد يحدث بصورة طبيعية وأحيانا بصورة غير طبيعية بسبب بعض العوامل، مؤكدا أن المجتمع السوداني متباين في جوانبه الثقافية والاجتماعية وأنماط الحياة فيه وأن الشخصية السودانية تختلف خصائصها من منطقة لأخرى، منوها إلى أن الحرب لم تعط المجتمع السوداني فرصة ليتكون بصورة طبيعية وأن الأمة إذا أريد لها أن تتكون لا بد لها من استقرار لفترة من الزمن، محذرا من أن الممارسة السياسية والصراعات لها دور في الفهم السياسي الخاطئ للمجتمع، وأبدى أسفه لأن الدافع القبلي أصبح أساس الانتماء الحزبي وفي هذا خطورة على المجتمع، مشيرا إلى الدور السلبي الذي أصبحت تلعبه القبيلة في بنية المجتمع السوداني خاصة مناطق الصراع، وحذر الأستاذ نصر الدين من الدور السالب الذي تؤديه بعض الفرق والجمعيات الترفيهية التي تتخذ من القبائل مادة للسخرية مما يساهم في نشر العنصرية في المجتمع، وأشار إلى عامل آخر يساهم في عدم الاستقرار يتمثل في الهجرة الداخلية والخارجية مشيرا إلى أن الهجرة تقود إلى تغيير في الثقافات والمفاهيم وأنماط الحياة، ونوه إلى أن الحروب تهدم البنية النفسية للمواطن مدللا بما يحدث في دارفور التي جرت فيها محاولات للتنصير رغم أن أهلها كلهم مسلمون، كما لفت النظر إلى مشكلة الفضاء المفتوح والعولمة الإعلامية التي تجعل من الصعب الحفاظ على تقاليد المجتمع وثوابته في ظلها محذرا من خطورة البث الفضائي على ترتيب القيم في المجتمع، منبها إلى أن ظهور طبقة رأسمالية مفاجئة يرجع إلى التحولات في القيم، مشيرا إلى أن بعض البرامج في القنوات السودانية تساهم في اندثار بعض القيم ضاربا المثل ببرنامج (أفراح أفراح) على قناة النيل الأزرق الذي يهتم بإظهار مظاهر الترف والبذخ على أنها النموذج الأمثل في الأفراح والمناسبات السعيدة. مؤكدا على ضرورة تنمية الرقابة الذاتية لبناء القيم.

حفل الملتقى في ختامه بالعديد من المداخلات والتعليقات من الحضور حول ماجاء في المحاضرة، وقد أبدى الأستاذ نصر الدين استعداده لإقامة منتديات أخرى لتكملة ما جاء في المحاضرة لأن الموضوع واسع جدا لا تستوعبه محاضرة واحدة، مشيدا بالدور الذي تقوم به جمعية النور الثقافية في إثراء الساحة الثقافية ومعالجة قضايا المجتمع معلنا استجابته لأي نشاط تدعو له الجمعية.